في الصحة

الجمعة, 20 تشرين1/أكتوير 2017 05:26

تجربة العودة من الموت

كتبه
  • كٌن أول من يعلق!
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هتسألنى هو فى حد بيموت ويرجع تانى أفقولك أه ممكن، هتقولى ازاى؟

هقولك.. فى سنة 2005 ظهر عندى حالة انتفاخ فى البطن من الاجناب مكنتش عارف السبب وكنت بقول مجرد انتفاخ، بعد 6 شهور بدأت تظهر عندى اعراض جديدة، مش حمل طبعا، زى ما تلاقيك بتقول انت دلوقت.

كنت ساعات باخد كتافاست للسيطرة على الالم الشديد، لحد ما زادت الاعراض فى يوم وكانت لاتحتمل، وكنت وقتها ساكن لوحدى اتصلت بصديق وجه بعربيته ونقلنى لمستشفى احمد ماهر، أخدت حقنة مسكنة فى الاستقبال وروحت، وفى يوم وانا بزور طبيب صديق ( الدكتور أحمد سلامة) فى المستشفى لاحظ ان وشى مخطوف وأصفر سألنى مالك.

حكيت له قالى قوم أمشى مشيت سألنى شوية اسئلة عرفت منها أنه شاكك فى حاجة معينة خاصة لما سألنى عن أماكن الالم، ورغم ان صديقى أحمد سلامة كان مسؤل فى الوقت ده عن العناية المركزة ولا علاقة له بالجراحة الا انه عرف يشخص المرض بنظرة فاحصة لينقذنى من موت محقق، بقول الكلام ده لان فى دكتور جراحة فحصنى ولم يتوصل للتشخيص الحقيقى رغم اشارتى له عن اماكن الالم، المهم د.سلامة طلب منى اشعة تليفزيونية وطلع معايا الدكتور مصطفى التومى، باطنة، وفحصنى جيدا بعد ما قاله سلامة ده اشتباه فى زايدة، وهو ما أكدته الاشعة.

فورا تقرر دخولى العمليات لخطورة الموقف لان الزايدة تقريبا كانت انفجرت، بس أنا بطبيعتى مبخفش لا من الموت ولا العمليات، لدرجة وانا عندى 8 سنين دخلت العمليات لوحدى ومكنتش خايف، رغم شعورى بان الممرضات كانوا عايزين يطمنونى، المهم دخلت العمليات لوحدى من غير ما اقول لاى حد انى داخل اعمل عملية.

فجأة وأنا فى غرفتى رن الموبييل وبنتى بتسألنى بابا أنت فين ورديت عليها بشكل طبيعى جداً فى مستشفى احمد ماهر
-بتعمل ايه؟
-هعمل عملية الزايدة

البنت طبعاً اتخضت كانت رايحة النادى مع امها هوب اخدت تاكسى هى وامها وكانوا فوق راسى مخضوضين.

ايه يا جدعان محصلش حاجة دى حتة زايدة لا راحت ولا جت. بس بصراحة انا مكنتش مقدر خطورة الموقف.

دخلت العمليات ولانى مكنتش مستعد لبست جلبية مقطعة من بتوع المستشفى مفتوحة من الجنب زى بدلة الرقاصة كده، والكم مقطوع من عند الكوع كان شكلى كراكتر وانا داخل العمليات لقيت بنتى بتعيط كنت ساعتها خلف الباب الإزاز رحت واقف عاملها شوية حركات راقصة ولا البلياتشو ضحكت وقلتلها سلام.

على ترابيزة العمليات اخدت حقنة البنج المتينة فى الوريد بعد رفضى البنج النصفى فى الضهر، المهم عملية الزايدة دى اللى بتخلص فى 10 دقايق او ربع ساعة استمرت ساعتين وده اللى سرب الخوف لبنتى خارج غرفة العمليات ولما طلع الدكتور وسألته قالها ابوكى انكتب له عمر جديد كان ميت بنسبة 90%.

ولما سمعت الكلام ده منها سالته ايه الحكاية قالى لما فتحت الجرح الاعتيادى للزايدة ملقتهاش في مكانها اضطريت اوسع الجرح ملقتهاش برده لحد ما فتحت جرح حوالى 17 سم وادور على الزايدة مش لاقيها لمدة ساعتين لدرجة انى كنت هقفل الجرح واخرج لما زهقت !! وكنت هقرأ عليك الفاتحة قبل ما اخرج لانك كنت ميت ميت.

قلتله: الله يكرمك يا دكتور اصيل والله.
المهم قالى فضلت ادور ع الزايدة لحد ما لقيتها تحت الطحال فوق حاجة كده قريبة من القفص الصدرى بالصلاة على النبى.

المهم بعد كام يوم حسيت بالم فظيع طلعت اعمل اشعة تليفزيونية لقيت تجمع صديدى دموى الدكتورة نادية المختصة فى الاشعة اتخضت، رحت لدكتور جراح قالى نام على الترولى نمت. سالنى فى ايه المهم لقيته ماسك حاجة زى البنسة فى ايده حسيت انى نايم تحت ايد ميكانيكى ايه يادكتور هتعمل ايه قالى هنحاول ننزل الصديد فكرت انه هيفتح غزة او اتنين ويضغط ع الجرح ينزل الصديد والتجمع الدموى شد اول غرزة صوَّت

قال للمرضة امسكيه سالته تانى قالى هفك كل الغرز وقالى استحمل بصراحة من شدة الالم اللى انا عايز اخلص منه لقيتنى بقوله ( سوق يا اسطى) ولانه صديقى ضحك وقالى سوق يا سطى مااااشى يا معلم..

الاسطى الدكتور داس بنزين وداس عليا وانا اصوت من الالم لحد ما فك 17 غرزة بدون اى بنج وده اصعب شيء خرجت من تحت ايده وارم نفسيا، طبعا انت مجربتش الورم النفسى.

بعد يومين جه طبيب يغير لى على الجرح لما شفته لقيته بالظبط زى البطيخة الحمرا المشقوقة على شكل هلالين صورتها بالموبايل للذكرى لدرجة ان الدكتور زكى نائب مدير المستشفى لما جه يزورنى وريته صورة الجرح انخض وسالنى مين اللى صورك لما قلت له انا قالى انت فاجر.

بس حس ساعتها ان انا قوى وممكن استحمل الالم الدكتور زكى قالى هبعت لك جراح ينضف لك الجرح من الصديد تخيل يا مؤمن الدكتور يجى بالمشرط ويقطع اللحم الملتحم بالصديد بدون بنج ويقولى استحمل بصراحة ساعتها الموت عندى كان ارحم..

رحت ماسك ايديه بعنف وقلت له كفاية كده لما ادخل العمليات لو هتدبحونى مش هحس انما كده كفااية، ودخلت العمليات بعد أسبوع لتنظيف الجرح وخرجت من المستشفى دون استدعاء اى حد وحجزت قطر وسافرت من القاهرة لدرجة ان فى ناس راحت تزورنى ولما ملقتنيش فكرونى مت لانهم شافو صور الجرح على الموبايل وكان اى حد بيشوفها ميقدرش يكمل.

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة