في الهجرة

الثلاثاء, 19 أيلول/سبتمبر 2017 11:58

بابا كوستا يونانية تعيش في الإسكندرية

بابا كوستا

باحثة يونانية تعيش بالإسكندرية

كتبه
  • كٌن أول من يعلق!
قيم الموضوع
(1 تصويت)

"بابا كوستا" حياتى فى الاسكندرية تشبه سيمفونية يعزفها البحر

أنا سيدة يونانية عاشقة للبحث والتنقيب عن ?ثار مدينة الاسكندر الاكبر، هاجرت بلادى منذ 20 عاما واستقر بى المقام على شاطئ الثغر فى منطقة الازاريطة، ملامحى الشرقية وملامح ابناء البحر المتوسط، قربت بينى وبين ابناء الاسكندرية، ربما أثرت شمسها فى ملامحى، وبشرتى الخمرية، ربما نتيجة لفحة شمس سكندرية، فعندما ترانى تشعر وكأنى خرجت لتوى من البحر.
و لايعرفنى السكندريون سوى باسم عائلتى، الجميع يلقبوننى " بابا كوستا"، ونادرا ما اسمع على السنتهم اسمى الحقيقى " جوليانى".
اتمتع بروح مرحة تقبل المزاح المصرى، وربما اصبحت مصرية الهوى، فانا لا أطيق فراق الاسكندرية أكثر من أسبوعين، عندما اسافر الى العاصمة اليونانية أتينا، فحياتى فى الاسكندرية تشبه سيمفونية يعزفها البحر وهواء المدينة.

قبل سنوات قادتنى ابحاثى الى اكتشاف تمثال لرأس الاسكندر الاكبر، ودلل هذا الاكتشاف على اقتربى من مدينة الاسكندر الاكبر، واصلت ابحاثى حتى اكتشفت منطقة للقصور الملكية للعصر البطلسى، تؤكد أن الثغر على مشارف اكتشاف أثرى كبير، ربما يغير وجه الاسكندرية ويحولها الى مدينة سياحية أثرية تجتذب عشاق الاثار فى العالم ومنهم اليابانيين والبريطانيين والالمان، ما دفعنى الى مطالبة محافظ الاسكندرية لتحويل منطقة الشلالات الى مزاز أثرى،
و ازالة مركز الشباب الموجود فى منطقة الشلالات وهو ما وعد المحافظ بدراسته بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة دون ان يتخذ اى قرار بشأن المركز حتى تاريخه.

أعاشق البحث والتنقيب ولا أتأثر ابدا بما يواجهنى من مشاكل ومعوقات وسلبيات، لدي القدرة على تجاوزها وحلها، لاننى اتمتع بطاقة عظيمة استطيع من خلالها تحويل السلبيات الى ايجابيات وتجاوزها من أجل تحقيق حلمى المنتظر فى استكمال كشف المنطقة الملكية البطلمية.

ونتيجة لخبرتى الكبيرة فى مجال الحفريات، فقبل بدء حفريات منطقة الشلالات استعنت بشركة المقاولون العرب واعدت خطة لمواجهة طوفان المياه الجوفية حال ظهورها فى موقع الحفريات بمنطقة الشلالات المنخفضة عن مستولى البحر، و تمكنت الشركة من اعداد خطة نتجاوز بها سلبيات الكشف الاثرى لتمثال رمسيس الثانى فى منطقة المطرية بالقاهرة، ما دفع فريق الاكتشافات الاثرية فى المطرية الى الاستعانة بخبراتى والمقالون العرب لمواجهة المياه الجوفية.

أعيش فى حى الازاريطة، بالقرب من كلية طب الاسنان، ولذا كانت شاهدا على حدث ربما لن أراه ثانية فى حياتى، وهو برج الازاريطة المائل، وهو الحدث الذى اثار دهشتى، عن كيفية ميل البرج وسقوطه على العمارة المقابلة دون ان ينهار او يصيب البرج المقابل بالانهيار، رغم ارتفاع الاخير الى 12 طابقا دون ترخيص، وربما حاز ترخيصا لخمسة ادوار على أقصى تقدير.

عندما زرت اليونان، عقب ميل البرج السكنى، سألنى أهلى واصدقائى عنه لانهم يعلمون اننى اسكن فى حى الازاريطة، وطالبونى بالتصوير بالقرب من البرج بإعتباره حدث تاريخى، ربما لايتكرر فى العالم مرة أخرى، الا اننى عندما عدت الى الاسكندرية كان هناك لجنة هندسية فرغت البرج من جوانبه وافرغته من أغراض السكان ماخفف الحمل وتمكنوا من ازالته دون الاضرار بالمساكن المجاورة، الا اننى اتوقع انهيار مساكن اصابها العقار المزال بالتصدع، لاننى أرى الميل الواضح فى بعض المبانى بالعين المجردة.

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة